١٩‏/٠١‏/٢٠٠٥، ٥:٣٣ م

جريده الشرق القطريه:

تهور أمريكي مرفوض

وصفت صحيفه الشرق القطريه تصريحات الرئيس الاميركي ضد ايران بانها دعايه اعلاميه وحرب نفسيه تخوضها اميركا ضد ايران .

وكتبت الصحيفه في افتتاحيتها اليوم الاربعاء ان تصريح الرئيس الأمريكي جورج بوش بعدم استبعاد شن عمل عسكري ضد إيران حال فشل الولايات المتحدة في اقناع طهران بوقف السعي إلى انتاج أسلحة نووية، لا يخلو من التهور الذي لا يتعظ بالتجارب، فالتصريح في مضمونه وطريقة إخراجه يذكرنا بأساليب الحملة الاعلامية والنفسية التي خاضتها الولايات المتحدة في سياق حربها على العراق، وهي تروج أيامها أصناف الاتهامات بوجود مخزون نووي لدى صدام يكفي لإبادة العالم في 45 دقيقة، إلا أن البيت الابيض بنفسه قبل يومين أعلن ألا وجود لأسلحة نووية في العراق.
واضافت الصحيفه ان التلميح بالخيار العسكري ضد إيران يؤكد أن إدارة بوش لم تستوعب درس العراق والتي اعترف أركانها بفداحة خسائره بعد أن تجاوز عدد القتلى الامريكيين هناك أكثر من ألف قتيل، علاوة على حجم الانفاق الهائل الذي كلّف ميزانية الولايات المتحدة عجزاً أصبح يهدد الاقتصاد العالمي اليوم، خاصة بعد أن تأكد أن إدارة بوش دخلت العراق بلا خطة وبلا استراتيجية أكثر من احتلال هذا البلد النفطي. وكان آخر رهان أمريكي على الانتخابات العراقية باعتبارها مفتاح الأمل للعراقيين بالسلام والأمن والديمقراطية، إلا أن وزير الخارجية الأمريكي المستقيل الذي مازال على رأس عمله صرح أخيراً بأن الانتخابات لن تداوي جرح العراق من العنف، كما اعترف بوش نفسه الذي يحمل على عاتقه سيف الحرب على الارهاب بأن هذا البلد قد يصبح وكراً للإرهابيين.
إذن، إذا كانت هذه هي الحال في العراق الذي خاضت فيه الولايات المتحدة أول تجربة احتلال في القرن الحادي والعشرين، فهل يعقل أن تكرر هذه الادارة نفس السيناريو مع إيران؟
بالأمس - وللأسف - ذكرتنا كوندليزا رايس خلال جلسة المصادقة على تعيينها وزيرة لخارجية الولايات المتحدة في مجلس الشيوخ الامريكي باسطوانة «محور الشر» التي أطلقها بوش، عبر تنديدها بما أسمته "المواقع المتقدمة للطغيان" مصنفة إيران من بينها، ومؤكدة التشدد حيالها، وهي بذلك تبدد الآمال في التغيير الذي كان مؤملا في الدبلوماسية الأمريكية على الأقل فيما يخص تعاملها مع المنطقة التي سئمت شعوبها الحروب وتعول على أمريكا كثيرا في المساعدة على إشاعة ثقافة السلام بدل التلويح بعصا الحروب.
الاتحاد الأوروبي يناور على جبهة السلام، ليقدم للعالم رسالة متحضرة في الحوار وقد أثمرت هذه السياسة مع إيران عبر توصل الطرفين مؤخراً إلى اتفاق بوقف طهران لتخصيب اليورانيوم، إلا أن الجانب الامريكي يريد حرق هذه الورقة بالضغط على وكالة الطاقة التي طلبت عودة مفتشيها إلى موقع «بارشين» الإيراني العسكري بعد أن زارته الأسبوع الماضي، لكن الولايات المتحدة تعتبره مشبوها، وهي نفس الشبهة التي كانت تسوقها ضد العراق، رغم نفي مفتشي الأمم المتحدة ووكالة الطاقة الدولية.
وختمت الشرق بالقول :للخروج من هذه الأزمة، على الولايات المتحدة استيعاب رسالة واحدة من تجربتها في الحروب، وهي تجنب عمل عسكري ضد إيران، لأن مغامرة بهذا المستوى ستضع أمريكا في مستنقع بين كماشة العراق وسندان إيران، كما أنها ستشعل المنطقة - على ما هي فيه - عنفاً وإرهابا، وتجرها إلى المزيد من الفوضى   / انتهي/ 

 

رمز الخبر 150242

تعليقك

You are replying to: .
  • captcha